أخي العزيز دكتور عاطف عبد الحميد
أشكرك شكرا جزيلا على رسالتك الكريمة
أود فقط أن أوضح بعض الأمور بإيجاز:
أولاً: أن امتناعي عن المشاركة في بعض الفعاليات التي قام بها زملاء أعزاء من المبادرة مؤخرا يرجع إلى أسباب هي:
1- اختيار بعض الأعضاء نهجًا تصادميًا مع الآخرين؛ يقوم على التمييز بين (نحن) و(هم). ويصور الأحداث بوصفها معركة لابد أن ينتصر فيها طرف على حساب طرف أو أطراف أخرى، وأن هذا الطرف لابد أن يكون (نحن). وهناك إيميلات عديدة ترسخ هذا التصور. على الرغم من أنك – يا دكتور عاطف- كنت تؤكد وتلح على أن هذه المبادرة لن تنجح في مسعاها إلا بالتعاون مع الجميع وخلق أرضية مشتركة يتكاتف فيها كل من يتشاطرون الحلم بنهضة الكلية، وكنت دومًا أشاركك هذا الرأي وألح عليه. مع ذلك استمر النهج التصادمي التمييزي في التصاعد إلى حد جعلنا نخسر بالفعل زملاء آخرين يشاركوننا نفس الحلم، وهكذا انجرفت المبادرة إلى مزيد من الانعزالية.
2- أعتقد أن أي عمل تطوعي لابد أن يقوم على أساس الاحترام المتبادل والثقة بين المشاركين فيه. لكن للأسف الشديد فإن أحد الزملاء – أكن له كل الاحترام- يستخدم لغة أبعد ما تكون عن ذلك؛ بما يخلق دومًا جوًا من التوتر والقلق من ناحية والتشتت والانقسام من ناحية أخرى. وفي الحقيقة فإن هذه الأجواء لا تناسبني بشكل شخصي تمامًا. فأنا لا أستطيع العمل إلا في أجواء يسودها الاحترام والثقة المتبادلة، ولا أميل إلى الدخول في احتكاكات أراها تافهة أو مفتعلة.
ثانيًا: لقد كان الهدف الرئيسي من تأسيس المبادرة هو المشاركة في نهضة شاملة بكلية الآداب، وكان هذا الحلم هو ما حفزني على اقتراح تأسيس المبادرة على أخي وصديقي دكتور بدر، الذي تحدث بدوره مع دكتور أحمد عبد المقصود بهذا الشأن، ثم كان أول لقاء لنا، وقد اتفقنا فيه –بحسب ما أتذكر- على أن نوجه القدر الأكبر من جهدنا –في تلك المرحلة- لإقرار مبدأ انتخاب القيادات الجامعية، على أن نبدأ إثر ذلك في العمل الأساسي وهو اقتراح وتنفيذ مبادرات للنهوض بالكلية أكاديميًا وتدريسيًا وإداريًا. وكان ظني أن المبادرة سوف تبدأ في التحلق حول أهدافها الحقيقية ما إن يتم إقرار مبدأ الانتخاب، وأن يتوقف دورها في هذا الموضوع عند هذا الحد؛ فأنا أشاطرك –يا دكتور عاطف- رأيك بأن المبادرة ليست جهة تأييد لشخص بعينه في الانتخابات، فهي لا تعبر عن موقف إيديولوجي أو حزبي واحد، ولا يجب بأي حال أن تكون كذلك.
هذه هي الأسباب التي أجبرتني على عدم المشاركة في بعض الفعاليات الأخيرة، وهي أسباب –كما ترى- لا تعكس اختلافا في وجهة النظر أو لغة الحوار، بل تعكس اختلافًا بين نهجين أحدهما توافقي تعاوني والآخر تصادمي تمييزي. وفي حين كان الأول هو شعار المبادرة فإن الثاني كان آلية عمل البعض داخلها.
وأخيرًا فأنا أثق أن حلم النهوض بكلية الآداب ما زال يحتاج إلى من يأخذ بيده إلى التحقق.
وفقنا الله إلى ما فيه الخير والرشاد
والسلام عليكم
عماد عبد اللطيف
Lecturer in Rhetorics and Discourse Analysis
Department of Arabic language and literature,
Faculty of Arts,
Cairo University,
Giza, Egypt
Tel. +2019-1266-322
Fax.+023-5729-659
http://cairo.academia.edu/emadabdallatif
From: Atef M. Abdel-Hamid <atefoov@gmail.com>
To: moobadra@googlegroups.com
Sent: Wed, May 18, 2011 8:03:30 PM
Subject: [المبادرة الجماعية] من منسق المبادرة إلى د. عماد عبد اللطيف
No comments:
Post a Comment